بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ذكر الإسراء والمعراج
----------------
لِماذا ذكر رسـول االله صلى الله عليه وسلم الإسـراء في مكـة، وذكر المعراج في المدينة ؟
لمَّا كان رسول االله صلى الله عليه وسلم بعث إلى الناس كافة، فـإن القـرآن
ذاته له خطاب خاص بالكافرين، ولـه خطـاب خـاص بالمؤمنين، إذا تحدث الله مع الكافرين يقول:
"يا أيها الناس" وهو خطاب للناس جميعاً أو"يا بـني آدم"
وإذا تحدث مع المؤمنين يقول: "يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا" فهؤلاء لهـم خطـاب،
وهؤلاء لهم خطاب، وإذا تحدث مع خواص المؤمنين يقول: "يا عباد":
(يَا عِبَادِ لاَ خَوْفَ عَلَيْكُمٌ الْيَوْمَ وَلاَ أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ)[الزخرف:68]
فلكل مقام مقال، فالنبي صلى الله عليه وسلم لما كـان يحـدث أهـل مكـة
ويخبرهم، لم يخبرهم إلا بما تتحمله العقول لأنه يقول:
"إِنَّا مَعَاشِرَ الأنْبِيَّاءِ أٌمِرْنَا أَنْ نُكَلِّمَ النَّأسَ عَلَى قَدَرِ عُقُولِهِمْ".
والذي تتحمله العقول هو الذهاب إلي بيـت المقـدس الـذي
يعرفونه ويعلمونه، وذهبوا إليه وزاروه، والأمور التي شاهدها في زيارته
وكشفها لهم ورأوها بعد ذلك رأى العين.
ولما ذهب إلى المدينة بعد ذلك ورزقه االله بقومٍ قال فـيهم االله:
(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)[البقرة:3] فلو حدّثهم عن الغيب
يصدقون به، حدّثهم عن الجنة، والجنة غيب فصدقوا وآمنوا، وحدّثهم عن النار
والنار غيب فصدقوا وآمنوا، وحدّثهم عـن السـماوات والملائكـة
والعرش والكرسي وكل هذه العوالم الإلهية فصدقوا وآمنـوا، لكـن
الكافرون اعترضوا، ولذلك لم يؤمنوا، ولما حدّث أهل الإيمان حـدّثهم
على قدر أرواحهم التي تتقبل الأمور الغيبية، فحـدّثهم عـن رحلـة
المعراج لأنها كانت في عالم الملكوت الأعلى ولا يصدّق بها إلا مؤمن.
المصدر: منتديات نور الإيمان
سُبْحَانَكَ الَّلهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ