رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة
4.6
2155
وجُعلت قرة عيني في الصلاة
يروي لنا حذيفة رضي الله عنه حال النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته فيقول: «صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَاسْتَفْتَحَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ، فَقُلْتُ يَقْرَأُ مِائَةَ آيَةٍ، ثُمَّ يَرْكَعُ فَمَضَى، فَقُلْتُ يَخْتِمُهَا، ثُمَّ يَرْكَعُ، فَمَضَى حَتَّى قَرَأَ سُورَةَ النِّسَاءِ، وَآلَ عِمْرَانَ، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، فَيَقُولُ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ، يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى، لا يَمُرُّ بِآيَةٍ فِيهَا تَخْوِيفٌ وَتَعْظِيمٌ إِلا ذَكَرَهُ». (رواه البيهقي).
وفي رواية
: «فَاسْتَفْتَحَ الْبَقَرَةَ لا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إلا وَقَفَ فَسَأَلَ الله، وَلا يَمُرُّ بِآيَةِ عَذَابٍ إلا وَقَفَ يَتَعَوَّذُ، ثُمَّ رَكَعَ فَمَكَثَ رَاكِعًا بِقَدْرِ قِيَامِهِ ..» (رواه أحمد).
يجسد لنا ذلك الحديث حب رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة والوقوف بين يدي الله تعالى .. فكان صلى الله عليه وسلم
أطول الناس صلاةً لنفسه،
وإذا حَزَبه أمرٌ فَزِع إلى الصلاة، وتصف لنا السيدة عائشة رضي الله عنها طول صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فتقول: «كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ»، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: «لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟!» قَالَ: «أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا» (رواه البخاري). كيف لا وهو القائل صلى الله عليه وسلم: «وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ» (رواه أحمد)، فقرّة عينه صلى الله عليه وسلم وهو داخل في الصلاة، أي: قرّة عينه بصلته بربّه وعبادته له وتبتله إليه.
وأما هديه
صلى الله عليه وسلم
في صلاة الفريضة
إذا أمَّ المسلمين في المسجد، فكان صلى الله عليه وسلم أخفّ الناس صلاةً على الناس، وكان صلى الله عليه وسلم يراعي مصلحة المصلين خلفه فيرحمهم ويرفق بهم، وقد أوصى بذلك فقال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ؛ فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ [أي: المريض] وَالْكَبِيرَ وَذَا الْحَاجَةِ، وَإِذَا صَلَّى أَحَدكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ» (متفق عليه).
ولربما دخل في الصلاة وهو ينوي الإطالة، فيسمع بكاء صبيٍّ، فيخفف من صلاته رحمةً بأمّه، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي لَأَقُومُ إِلَى الصَّلَاةِ، وَأُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلَاتِي كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ» (رواه البخاري).
- رغم كون النبي صلى الله عليه وسلم قد غُفِر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فهو أكثر الناس قيامًا بين يدي الله، فما دلالة ذلك؟ وماذا يجب علينا نحن؟
- قال صلى الله عليه وسلم: «.. وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ» فكيف تجعل الصلاة قرة عينك؟
- لماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخفّ الناس صلاة على الناس، وإذا صلى لنفسه صلى حتى تتشقق قدماه؟!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]