[07.25.2014
يمتلئ التاريخ الإسلامي بالعديد من الصحابيات الجليلات اللاتي
كن عونا للنبي ونصرة للإسلام مما يثبت أن المرأة دائما وعلى مر
العصور داعمة للرجل ومكملة له.. مما ينفي وبشكل قاطع ادعاءات
البعض أن الإسلام يوصي بأن تحتجب المرأة في البيت وأن يكون
كل دورها في الحياة هو إنجاب الأطفال فقط.
نقدم خلال الشهر الكريم نماذج من النساء الصحابيات اللاتي تركن
بصمات في التاريخ وكن مثلا يحتذى به لكل النساء في الجهاد والنبل
والمشاركة في الحياة جنبا إلى جنب مع الرجل.
ثويبة هي جارية "أبو لهب"
أعتقها حين بشّرته بولادة محمد بن عبد الله – عليه الصلاة والسلام
وقد أسلمت وكل أمهاته صلى الله عليه وسلم أسلمن.
كانت ثويبة أول من أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم – بعد أمه
وأرضعت ثويبة مع رسول اللّه عليه الصلاة والسلام ـ بلبن ابنها مسروح -
أيضًا حمزة عمّ رسول اللّه وأبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي.
وكان إرضاعها للرسول أياما قلائل قبل أن تقدم حليمة السعدية
وفي روايات تقول:
إن ثويبة أرضعته أربعة أشهر فقط ثم راح جده يبحث عن المرضعات
ويجد في إرساله إلى البادية ليتربى في أحضانها فينشأ فصيح اللسان
قوي المراس بعيدًا عن الأمراض والأوبئة فالبادية كانت معروفة بطيب
الهواء وقلة الرطوبة وعذوبة الماء وسلامة اللغة.
وكانت مراضع بني سعد من المشهورات بهذا الأمر بين العرب
حيث كانت نساء هذه القبيلة التي تسكن نحو (مكة) ونواحي الحرم
يأتين مكة في كل عام في موسم خاص يلتمسن الرضعاء ويذهبنَ بهم
إلى بلادهنّ حتى تتم الرضاعة.
ظل رسول الله يكرم أمه من الرضاعة ثويبة
ويبعث لها بكسوة وبحلة حتى ماتت.
وكانت خديجة أم المؤمنين تكرمها وقيل إنها طلبت من أبي لهب
أن تبتاعها منه لتعتقها فأبى أبو لهب.. فلما هاجر رسول الله
–صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة أعتقها أبو لهب
وهذا الخبر ينفي ما روي سابقا بأن أبا لهب أعتقها لبشارتها له
بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم.
توفيت ثويبة في السنة السابعة للهجرة بعد فتح خيبر ومات ابنها قبلها.